تستخدم عبارة الحساسية بشكل خاطئ عند عوام الناس فهي تشير إلى المرض أو الأشياء غير المستحبة وحتى التأثيرات الجانبية للدواء قد يرمز لها بأنها حساسية، فقد نسمع عبارة "لدي حساسية" أو "لدي حساسية من العمل" أو "أنا حساس من كل شيء أحمر!" ويكون في الحقيقة ما ذكر ليس حساسية، بل الحساسية هي ردة فعل ناجمة عن فرط نشاط الجهاز المناعي في الجسم، قد تحدث هذه التفاعلات في مجموعة متنوعة من الأجهزة في الجسم مما يؤدي إلى أمراض مثل الربو وحساسية الأنف والأكزيما وغيرها.
يتألف جهازنا المناعي في الجسم من عدد من الخلايا المختلفة التي تنشأ في نقي العظام ثم تذهب لتنضج في أماكن أخرى منها، الغدة الصعترية وشبكة الغدد اللمفاوية والأنسجة اللمفاوية المنتشرة في جميع أنحاء الجسم بما في ذلك الطحال والجهاز الهضمي واللوزتين ولحمية الأنف (كتلة شبيهة بحبة الزيتون تقع في سقف البلعوم خلف تجويف الأنف).
يحمي الجهاز المناعي جسم الإنسان ضد المرض بالبحث عن العناصر الخارجية الممرضة مثل الفيروسات والبكتيريا وتدميرها، في حين أن رد الفعل التحسسي يحدث عندما يرد الجهاز المناعي بإنفعال زائد عن الحد عن طريق إنتاج أجسام مضادة تسمى الغلوبيولينات المناعية من نوع ي أو E وتسمى كذلك IgE، وتنتقل هذه الأجسام المضادة إلى الخلايا التي تفرز مواد كيماوية مما تسبب أعراض الحساسية ضد مادة غير ضارة مثل وبر الحيوانات مثلاً.
تسمى هذه المواد غير الضارة والتي تسبب ردة الفعل التحسسية بالمؤرجات أو مثيرات الحساسية ، هذا التفاعل ينتج عنه أعراض التحسس في الأنف والأذنين والمعدة والجلد وغيرها.
وكل نوع من أنواع الغلوبيولين المناعي ي (E) مخصص ومحدد لنمط ونوع معين من المؤرجات أو مسببات الحساسية، وهذا هو السبب في أن بعض الناس لديهم حساسية لعث الغبار في المنزل فقط، أي لديهم غلوبيولين مناعي ي (E) محدد لعث الغبار فقط، بينما البعض الآخر لديهم حساسية لأشياء متعددة وذلك لأن لديهم العديد من الأجسام المضادة من نوع ي (E) والموجهة للعديد من المؤرجات.
من غير المفهوم بالكامل حتى الآن لماذا تثير بعض المواد الحساسية ولا تثيرها مواد أخرى ولماذا يصاب البعض من الناس بالحساسية ولا يصاب بها آخرون، وجد أن العامل الأكثر أهمية في خطورة حدوث الحساسية يتمثل بالتاريخ العائلي بوجود الحساسية عند الوالدين والأقارب.